عراقية جريحة الاشراف العام
البلد : العمر : 32 عدد المساهمات : 340 نقاط : 954 السٌّمعَة : 0
| موضوع: حكم واسرار الحج الخميس أبريل 05, 2012 7:13 pm | |
| حديثي معكم عن حكم واسرار الحج فقد تنوعت العبادات وكل عبادة خصها الله بخصائص والهدف تشويق العباد ودفعهم لهاوكان الهدف من الطواف والسعي ورمي الجمار من اجل اقامة ذكر الله والعبادة بشكل عام لابد ان يجتمع فيها القلب والقالب والاثر ولذلك اخبرنا الله ان هناك اناس يقبلون على العبادات اقبالا شكليا او لأغراض اخرى غير العباده فقال ( واتموا الحج والعمرة لله ) ومن هنا كان الاخلاص هو الاصل في الحج ومن اخلص فلابد ان تتحول عبادته من عبادة شكلية الى عبادة حقيقة يشترك فيهاالقلب والقالب والاثر فمثلا الصلاة يقول عبد الواحد بن زيد أجمعت العلماء على أنه ليس للعبد من صلاته إلا ما عقل منهاوالآن تجد الواحد يصلى فلا يفكر لا في اية ولا في تسبيح ولا في دعاء ولا في استغفار ولا في تذلل وليس عنده استشعار لعظمة الله بل هو مشغول بالدنيا عن الله وهناك اقوام مشغول بربة في صلاتهوقدعلق الله فلاح المصلي بالخشوع فكان سرُّ الصلاة و لُبها إقبال القلب فيها على الله ، و حضوره بكلِّيته بين يديه وضرب لذلك مثلا بمنزلة وافد وفد إلى باب الملك معتذرا من خطاياه فلما وصل إلى باب الملك ، و لم يبق إلا مناجته له ، التفت عن الملك وولاه ظهره وغفل عنه واشتغل عنه بامقت شيء للملك فلب الصلاة الخشوع والحضورهذه المعاني تطبق في الحج هناك طواف وسعي ورمي للجمار ووقوف بعرفه قفد ترى حجاج يقوم بهذه الاعمال وهم لاهون ساهون غافلون بل قد يضحكون وهناك حجاج يقومون بهذه الاعمال وهم يبكون يستشعرون عظمة الله ليسوا سوأ فمن الحجاج من يبكي منذو ان يضع رجل في الركب ويفارق اهله كان الشعبي رحمة الله اذا احرم بالحج كانه حية صماء لايتكلمفهناك حج جسد وهناك حج قلبفكما ان اناس يصلون فينصرف احدهم من صلاته وهو يشعر انه لم يصلى ولم يجد لها لذة ولا أي اثر في حياته فلم تزده الا بعدا من الله وهناك انس يصلي احدهم فتزيده صلاته قربا من الله فينصرف وقد اثرت هذه الصلاة في سمعه وبصرة وقبله وسائر جوارحهمن الناس من يتعلم العلم فيزداد هدى وتقى ومنهم من يتعلم العلم فلا يزداد هدى روى الامام الديلمي عن علي رفعه وسنده ضعيف بلفظ (من ازداد علما ولم يزدد هدى لم يزداد من الله الا بعداوكذلك الحج فاذا حج ولم يكن هناك اثر ولا تذلل ولا دعاء ولا صلاح في احواله بل بعضهم رايناه في طواف الوداع وقد ساءت اخلاقة مع زوجته او رفقته او مع الحجاجولذلك احببنا ان نقف على اسرار الحج حتى نستشعر هذه المعاني والاسرار هذا موسم عظيم ايام معدودات يبنبغي استغلال كل لحظة وكل فرصة وكل عبادة وكل انفاق في طاعة اللهفيا لها من طاعة ويا لها من عبادة ويالها من فرصة رحلة قصيرة في عدة ايام ترجع منها بمغفرة الذنوب حجة مبرورة واحدة كافية لان يغفر الله بها لك ما سبق وما لحق حجة واحدة كافية لان تدخلك الجنة حجة واحدة مبرورة تفضل سائر الاعمالواذا تبين هذا كله فالحج عبادة عظيمة تجمع بين تعب البدن والنفس والمال ففي حديث عائشة ( اجرك على قدر نصبك ونفقتك ) وذكر لله وتضحية في سبيله وجعلت التلبية في الحج شعارا له للانتقال من حال الى حال ومن منسك الى منسك كما جعل التكبير في الصلاة شعارا للانتقال من ركن الى ركن ولذلك كان من السنة ان يلبي الحاج عند الاحرام حتى يشرع في الطواف فيقطع التلبية اذا شرع ثم اذا انتقل الى منى لبى حتى اذا وصل قطع ثم يلبي اذا سار الى عرفات حتى اذا وقف بها قطع ثم سار الى مزدلفه لبى حتى اذا وقف بها قطع ثم اذا اسر الى جمرة العقبة لبى حتى يرمى الجمرة فيقطعها فالتلبية شعار الحج والتنقل في اعمال المناسك فكلما انتقل من ركن الى ركن ومن حال الى حال قال ( لبيك اللهم لبيك ) كما ان المصلي يقول في انتقاله من ركن الى ركن ( الله اكبر ) فاذا حل من نسكه قطعها كما يكون سلاك المصلي قاطعا لتكبيرة ومن اسرار التلبية وهي ثمانية ذكرها ابن القيم في تهذيب السنن) ابرزها اثنين(الاولى انها تتضمن محبة الله فلا يقال لبيك الا لمن تحبه وتعظمه ثانيا تتضمن التزام دوام العبودية أي اني مقيم على طاعتك) قلت ولا يكفي في اثبات الملك والنعمة والحمد حتى تنفي الشريك عن الله فهي تقوم على التوحيد1- من اسرار الحج انه موسم للمغفرة والرحمة والعفو والعتق من النار ولذلك ذكر احد الدعاة ان شابا ساله لماذا خلقنا الله قال فسالته هل تعرف رجلا كريما فقال نعم فقال كيف عرفت أنه كريم؟ قال : يعطي بدون تردد ويعطي فوق العادة، قلت له : لمن؟ قال : يعطي الفقراء والمحتاجين، قلت وإذا لم يكن هناك محتاجين وفقراء ولم يقبل إنسان منهم أعطياته هل سيظهر كرم الكريم؟ هل سيظهر الكرم إذا لم يكن هناك محتاج؟ هل ستظهر الرحمة إلا عندما يكون هناك من يحتاج إلى هذه الرحمة؟ هل سيظهر العفو والمغفرة لو لم يكن هناك خلق يحتاجون إلى العفو؟ وهل يمكن أن يحدث عفو إذا لم يحدث خطأ ومعصية؟ عرفتم لماذا خلقنا الله عز وجل لأنه يحب أن يرحم، يحب أن يعفو، يحب أن يعطي، يحب أن يتكرم ولذلك يظهر لنا معنى الحديث ذكره السيوطي في "الجامع الصغير" عن ابن عباس بلفظ « لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون » [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه] وفي رواية « ثم يستغفرون فيغفر لهم) فالله قضى في سابق علمه أنه لا بد من وقوع الذنوب، حتى تظهر آثار مغفرته ورحمته سبحانه، وهذا يعطينا انه يحب العفو وفيه بشارة للتائبينولذلك لم يرضى الله لقاصد بيته الحرام جزاء دون الجنة وقد يرجع الانسان بمغفرة الذنوب2- من اسرار الحج انه قائم على الجمع بين الذكر والدعاء في مواطن كثيرة وتعدد هذه المواطن مواطن اجابة للدعاء فيه سواء في الطواف او السعي او عرفة او عند المشعر الحرام او بعد رمي الجمار ولذلك قال العلماء لاياتي مكروب او مهموم في حج او عمرة قاصدا بيت الله وعنده حاجة معتمدا على الله الا قضاها الله له ففي الحديث الذي اخرجه البيهقي عن انس " الحجاج والعمار وفد الله ، دعاهم فأجابوه ، وسألوه فأعطاهم " صحيح الجامع . والله سبحان اكرم من سئل واجود من اعطى ففي الحديث القدسي (ا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ مَسْأَلَتَهُ لَمْ يَنْقُصْ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا إِلا كَمَا يَنْقُصُ الْبَحْرُ أَنْ يُغْمَسَ الْمِخْيَطُ غَمْسَةً وَاحِدَةً ) رواه مسلمفمهما طلبنا وسألنا وتفننا في الطلب والدعاء ما ينقص ذلك من ملك الملك وكرم الكريم شيئاففي الحج مواطن وراء مواطن وكلها مواطن استجابة، فيا حظ الحجيج، كم لهم من إكرام عند الكريم الذي لاينتهي كرمة ولا ينقطع بره واحسانه3- ومن اسرار الحج انه قائم على التوحيد وتخليد لدعوة ابراهيم وتعاليمه وإعادة قصته وتمثيلها في الحج ارغاما للشيطان وتقوية للايمان واقتداء بخليل الرحمن ففي الحديث (قفوا على مشاعركم فإنكم على إرث من إرث أبيكم إبراهيم". {صحيح أبي داودفاذا طاف الحاج بالبيت تذكر ابراهيم وتذكر اخلاصة وعبوديته لربه وبراءته من قومه فقد تبرا من كل ما يعبد من دون الله فالتلبية التي هي شعار الحج لايكفي ان تثبت لله الحمد والنعمة والملك حتى تنفي الشريك لله فقد اشتملت التلبية على هذه الكلمات بعينها وتضمنت معانيها (خير ما قلت انا والنبيون من قبلي لااله الا الله وحده ولاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) ولذلك الحاج يلعن التوحيد في الميقات وعند البدء في الطواف فاستقبل الحجر وهلل وكبر وعند صعود الصفا فاستقبل البيت وهلل وكبر ويوم عرفة خير ما قلت انا والنبيون من قبلي4- ومن اسرار الحج حاجة الانسان الى مشاهد يوجه اليها اشواقه ويحقق رغبته من التعظيم والدنو منها فاختار الله امورا ظاهرة ومحسوسة فاختار الحرم فهو خيرة الله من ارضه وخصه بخصائص وجعل قصده ركنا من اركان الاسلام وجعل مشاعره اماكن للعبادة وجعل تعظيم هذه الشعائر من تقوى القلوب و فسر بعض العلماء شعائر الله بأنها أوامره وفرائضه فقد أضيفت التقوى إلى القلوب وفسر بعض العلماء الشعائر بان المقصود بها الحج أو ما يتعلق بمشاعر الحج وبعض أعماله، ومنه إشعار الهدي وهو: العلامة الذي توضع عليه. ولا تكتمل عبودية عبد حتى يعظم شعائر الله وشعائرة اوامره ونواهيه ليعلم الله من يمتثل ومن لايمتثل فهذا نبي الله ادم امره الله ان يسكن الجنة ولا ياكل من شجرة واحده فقط ( فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة )(فوسوس لهما الشيطان ) ( وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكونا ملكين ) فامتحنه الله بالنهي فعصى ادم ربه فغوى كما في صدر سورة الاعراف فامتحنه الله ليعلم الله هل يمتثل ام لاوامتحن الله نبينا بالتوجه الى بيت المقدس ( وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه 9 ) ثم نزل ( قد نعلم تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاه فول وجهك شطر المسجد الحرام ) ثم بين الله ذلك ليعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه رجل يقول الى متى انا اذهب اصلي قلنا له هذا امتحان لعبوديتك لان اول من يجنى ثمرة الذهاب الى المسجد هو المصلي فالله لاينتفع بطاعة الطائع ولا يتضرربمعصية العاصي ( لن تبلغوا نفعي فتنفعوني ولن تبلغوا ضري فتضروني ) ولذلك ترى من الحجاج من يرمى الجمار وهو يضحك وقد يشرب الدخان خصوصا اذا رمى بالليل وخفت الزحام والاخر يرمي وهو يبكي ومنهم من يسعى وهى يستشعر عظمة الله ومنهم من يسعى كانه في مضمار سباق القضية في استشعار عظمة الله عند الاتيان بهذه الاوامر والنواهي فهي امتحان للعباد ليرى الله من يمتثل ومن لا يمتثل5- ومن اسرار الحج انه يذكر بيوم القيامة وخصوصا يوم عرفه يوم واحد هذا الموقف يذكرنا بيوم القيامة فانتم اليوم حجاجا جمعكم الله من كل مكان فهو شبيه بيوم القيامة ( قل ان الاولين والاخرين لمجمعون الى ميقات يوم عظيم ثم تامل فاتحة سورة الحج ( ياايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم )يوم عرفه يوم واحد قد يكون اثني عشرة سعة لكن يوم القيامة يوما ثقيلا يقول الله ( ويذرون وراءهم يوما ثقيلا )يوما ثقيلا في طولة مقدارة خمسين الف سنة فاذا حبست نفسك اليوم في عرفات اثني عشرة ساعة من اجل الاخرة لتنجوا من خمسين الف سنة قف شهر صعب وثقيل قف اربعة وعشرين ساعه فما ظنك بمن يقف خمسين الف سنةيوما ثقيلا في شدة حرة هذه الشمس حرارتها شديدة لو قربت قدر انمله احترقت الارض ومن فيها فكيف اذا اقتربت من رؤوس الخلائق قدر ميل ينصهر الناس من شدة الحر ويلجمهم العرق وتغلي الادمغة من شدة الحريوما ثقيلا في اهواله فمن شدة الخوف تبلغ القلوب الحناجر كاظمين ومن شدة الخوف لايرتد اليهم طرفه وافئدتهم هواء انه يوما عبوسا قمطريرا يوخما يجعل الولدان شيبايوما ثقيلا في شدة الجوع والضمأ لاياكلون اكلة ولا يشربون شربة تكاد اعناقهم من شدة الضمأ تنقطع فاما المؤمن فتصبح الارض من تحت قدمة خبزة ياكل منها متى ما شاء واما الكافر فلا ياكل لقمة ولا يشرب ولا قطرةلذلك يوم القيامة يوم مقداره خمسين ألف سنة لكن الله يخففه على المؤمن .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يوماً مقداره خمسين ألف سنة ما أطول هذا اليوم، فقال والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا )يقول الله ( يا عباد لاخوف عليكم اليوم ولا انتم تحزنون )6- ومن اسرار الحج انه يتجلى فيه الوحدة الاسلامية لقاء سنوي متجدد خالد الى يوم القيامة فتتجرد جميع الشعوب عن حميع ملابسها وازيائها التي تتميز بها ويلبس الجميع لباس الاحرام حاسرين عن رؤوسهم متجردين عن لباس الدنيا فيستوي الجميع قادة الامة وعامتها لافرق بين ابيض واسود ولا عربي ولا عجمي فتتجلى الوحدة الاسلامية في اللباس وفي الهتاف وشعارهم واحد لبيك اللهم لبيك وكلهم في هذه المشاعر تشغلهم اشغال واحدة وما دام الحج فريضة خالدة وباقية الى يوم القيامة فالمسلمون لاتبتلعهم القوميات ولا العنصريات ولا الوطنيات ولا اللغات كما ابتلعت امما كثيرة ولذلك اسلم بعض الكفار وبالاخص ممن يرون عندهم التفرقة يقول احد الدعاة انا عشت في امريكا عام 1970 م في تلك الفترة كانت حركة المسلمين السود، حركة ألايجا محمد الذي ادعى النبوة، وادعى شيئا أخطر من النبوة، ادعى أن الكون له إلهين: إله أبيض وإله أسود، الإله الأبيض هو إله الشر، والإله الأسود هو إله الخير، أي جنون هذا! وسمى جماعته “المسلمون السود”، وكان من أتباعه رجل عظيم، خطيب مفوه، عاقل، صاحب قدرات فذة اسمه مالكولم إكس، وكان هو الشخص الرئيسي الذي استخدمه ألايجا – المدعي للنبوة – في تجميع الناس حوله، وكانت قدرة مالكولم إكس على تجميع الناس والخطابة والتأثير فيهم أضعاف قدرة ألايجا محمد،) وشاء الله ان هذا المتحدث المفوه يحج فترك هذه الجماعة المنحرفة وانضم إلى أمة الإسلام الحقيقية بسبب الحج فيقول عن نفسه: فرأيت الأبيض مع الأسود مع الأصفر مع الأحمر لا فرق بين أحد منهم، رأيت الكل يتجه نحو إله واحد، الكون ليس له إلهين، إله واحد، لا إله إلا هو سبحانه وعرف الانحراف الذي ادعاه ايجا محمد وهلك الايجا وورثة الخطيب وقاد المسلمين وابعدهم عن الانحراف والشرك بسبب الحج7- ومن اسرار الحج التعبد لله فالمعنى الاساسي في الحج هو التعبد فالحاج طوع الاشار ورهن الامر فعلاقتنا مع الله علاقة طاعة وخضوع وليست علاقة الند بالند وليست علاقة لماذا اقبل حجر واقف على حجر وارمي حجر وليست علاقة انا لاافهم ما الغرض من هذه التنقلات وما سبب هذه الاعمال بل علاقة مبنية على شعار لبيك حجاً حقاً... تعبداً ورقاً ولذلك من معاني التلبية التزام دوام العبودية فنحن عبيد لله كما يريد الله ( اياك اريد بما تريد ) فنطيعه كما امر ( فاستقم كما امرت ) لاتزيد ولا تنقص ومن تعمد الزيادة بطلت عبادته وقف عمر عند الحجر فقال ( والله اني لأعلم انك حجر لاتنفع ولا تضر ولولا اني رايت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك ) لذلك قال نبينا صلى الله عليه وسلم ( خذوا عني مناسككم) وقال ايضا ( وصلوا كما رأيتموني أصلي) ففيها إشارات واضحة أنه في قضايا العبادات نحن نحاول أن نلتزم بالسنة ونحرص عليها ، نعم في الحج أركان وواجبات وسنن وأنا أتعجب من بعض الناس أنه والله إذا سنة خلاص اتركها، ما كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يفعلون هذا8- ومن اسرار الحج انه يقوم على التواضع فقد امر الحجيج ان يتجردوا من ملابس الدنيا ويكونون حاسرين عن رؤوسهم متواضعين لله والتواضع يكون في المراكب وفي المنزل وفي التعامل الطيب مع الناس فقد حج نبينا على رحل رث وقطيفة خلقة لاتساوي اربعة دراهم ) رواه الترمذي وابن ماجة وروى ابن خزيمة عن قدامة رضي الله عنه قال رايت رسول الله على ناقة صهباء لاضرب ولا طرد ولا اليك اليك ) فيكون قلب الحاج اسلم ما يكون من الكبر والغل والحسد والبغضاء والكراهية واحتقار المسلمين لان القلوب التقية النقية اقرب ما تكون من رحمة ربها اذا سلمت قلوبها وهل فرض الحج الا لهذه المعاني العظيمة9- ومن اسرار الحج التوكل على الله مع الاستعداد له والتوكل هو اعتماد القلب على الله مع بذل الاسباب فالتوكل الحقيقي ان تاخذ بالاسباب كلها وكأنها كل شيء ثم تتوكل على الله وكان الاسباب ليست بشيء لان النتائج بيد الله والتوكل في الحج ان تستعد بكل ما تستطيع من طعام وراحلة صحيحه يقول الله( وتزودوا فان خير الزاد التقوى ) فبعد بذل الاسباب يبقى هناك امور لايقدر عليها العبد فيطلب من الله التوفيق والاعانة والتيسير10- ومن اسرار الحج انه يذكرنا بالاخرة فحينما يتجرد الحاج من ملابس الدنيا ويكون حاسر الراس يتذكر القدوم على الله فالحاج يخرج من بيته واهله وماله وهو اليوم يودعهم وقادر على ذلك ولكن ستاتي عليه ساعة لايستطيع ان تتحرك شفتاه بكلمة فيتذكر فراق اهله ويتذكر حينما يغتسل للاحرام ويتنظف انه هو الذي يقوم بذلك ولكنه اذا قدم على الله غسله اهلههو اليوم يلبس ملابس الاحرام تاسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي ينزع عنه لباسه وغدا اهله هم الذين ينزعون عنه لباسه ويغسلونه ويكفنونههو اليوم يفد الى بيت الله وحرمه وغدا يقدم على الله فيتذكر الحاج بهذه الرحلة الى بيت الله رحلته الى الدار الاخرة وكم تتشابه هذه المواقف والاحوال بلحظة القدوم على الله نسال الله ان يحسن وفادتنا اليه وان يرحم ذل مقامنا وعظيم تقصيرنا بين يديه وان يجعل اعز اللحظات واسعدها لحظ القدوم اليه فانه اكرم من سئلخلاصة اسرار الحج انه يذكرنا بالقدوم على الله وانه يقوم على المحبة والتعظيم لله والتزام دوام العبودية لله وان ثواب الحج على قدر نفقته ونصبة وانه شعاره التلبية وهي تقوم على التوحيد والاخلاص لله | |
|
Black Angel نائب المدير
البلد : العمر : 34 عدد المساهمات : 332 نقاط : 584 السٌّمعَة : 0
| موضوع: رد: حكم واسرار الحج الثلاثاء مايو 29, 2012 5:14 pm | |
| بارك الله فيكي وجزاكي الله الجنه | |
|