سوزان الادارة
عدد المساهمات : 297 نقاط : 887 السٌّمعَة : 0
| موضوع: زيادة تخثر الدم والجلطات الوريدية الأربعاء مارس 21, 2012 6:52 pm | |
| موضوع أنقله لكم من موقع آخر لأني بحثت عنه هنا في برامج نت ولم أجده وأردت أن أنقل الفائدة للآخرين
زيادة تخثر الدم والجلطات الوريدية 1. مقدمة:
تعتبر الجلطات الوريدية من أكثر الأمراض شيوعاً. وتكمن أهميتها في ثلاث نقاط: أولاً: لكون هذه الجلطات قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة بما فيها الوفاة، وثانياً: لأنه يمكن الوقاية منها ومنعها بسهولة وثالثا: لأنه يمكن إكتشاف الأشخاص المعرضين للإصابة بها قبل حدوث الجلطة في حالة كون سبب الجلطة من الأسباب الموروثة.
2. الجهاز الوريدي في الجسم:
يتكون الجهاز الوريدي في الأطراف (الساق والذراع) من أوردة سطحية ظاهرة تحت الجلد ويمكن في العديد من الأحيان مشاهدتها بالعين المجردة، ومن أوردة عميقة مدفونه بين أو تحت العضلات تصعب رؤيتها أو حتى حسها. والجهاز العميق هو الأهم من حيث جمعه للدم وتوريده له للأوردة الرئيسية التي تصب في القلب. ولكون الدم يمر بإتجاه معاكس للجاذبية، تتوزع داخل الأوردة العميقة مجموعة من الصمامات بشكل شمسية مقلوبة تسمح بمرور الدم عكس الجاذبية ولكنها تقوم بمنع الدم من الرجوع بإتجاه الجاذبية. وعند حدوث الجلطات في الأوردة العميقة فإنها تحدث عند هذه الصمامات. ولكون الجسم قادر على أن يذيب هذه الجلطات بالنظام الفسيولوجي فإن نفس هذا النظام لايذيب الجلطة فقط وإنما قد يذيب الصمام أيضاً ومن هنا تكمن أهمية علاج الجلطة الوريدية بشكل سريع لمنع ذوبان هذا الصمام. ففي حالة ذوبانه فإنه يسمح للدم بالرجوع بإتجاه الجاذبية مما يؤدي إلى الأعراض المتأخرة للجلطة الوريدية المتمثلة بالانتفاخ المزمن للطرف المصاب.
3. أسباب زيادة (فرط) تخثر الدم:
هناك سببان رئيسيان لزيادة تخثر الدم، وقد يجتمع السببان في نفس الشخص أو قد يحدث أحدهما بشكل منفصل عن الآخر. فإما أن تكون هناك أسباب موروثه أو أسباب مكتسبه.
أ. الأسباب المكتسبه:
هناك عدة أحوال قد تعرض الشخص للإصابة بالجلطات الوريدية، وتزيد خطورة ونسبة التعرض بوجود سبب موروث لفرط تخثر الدم. وأهم هذه الأحوال:
1. العمليات الجراحية وخاصة في الركبه، والورك، وتجويف الحوظ، والبطن، أو أية عملية جراحية تحتاج لتخدير عام تطول مدته عن النصف ساعة.
2. السمنة.
3. الإصابة ببعض الأمراض كالسرطان وبعض الأمراض الخمجية، وبعض أمراض الدم وأمراض الأوعية الدموية والأمراض الإلتهابية.
4. السفر أو الجلوس لفترات طويلة دون تحريك الأرجل.
5. تعاطي بعض الأدوية وخاصة عند الأشخاص الذين لديهم إستعداد وراثي للإصابة بالجلطات الوريدية, ومن أهم هذه الأدوية هي الأدوية المانعة للحمل.
6. الحمل.
ب. الأسباب الموروثه:
هناك عدة أسباب مورثه تم إكتشافها قد تعرض الشخص المصاب أو الناقل لخطر الإصابة بالجلطات. في الغالبية العظمى من الحالات تكون الجلطات وريديه, سواءً إقتصرت على الوريد نفسه أو إنتقل جزء من الدم المتخثر إلى الرئه أو حصلت الجلطة في الأوعيه الدموية الرئويه. وهناك نسبه قليلة من الحالات تكون فيها الجلطات في الشرايين فقط. وفي الغالبيه العظمى تظهر هذه الجلطات للمرة الأولى إذا ما إقترن السبب الموروث بأحد الأسباب المكتسبه المذكورة سابقاً. وغالباً مايزداد خطر التعرض للجلطات الوريدية عند الأشخاص الوارثين لفرط تخثر الدم مع تقادم السن. وأهم الأسباب الموروثه والمعروفه للآن هي:
1. مقاومة عمل بروتين سي المُنَشَّط APC Resistance وغالبية الحالات تكون ناتجة عن خلل موروث في العامل الخامس من عوامل التخثر يؤدي إلى مقاومة هذا العامل لعمل بروتين سي المنشط وبالتالي يؤدي إلى فرط تخثر الدم. وقد سُمّي هذا العامل المختل بعامل خمسة لايدن Factor V Leiden وذلك نسبة لمدينة لايدن الهولنديه التي أكتشف فيها. ويورث هذا العامل بشكل متغلب، أي أن الشخص المتلقي لموروثة واحدة (جين) سواءً من الأب أو الأم يكون معرض لخطر الإصابة بالجلطات الوريدية. غير أن خطر الإصابة يتضاعف عدة مرات في حال تلقي الشخص لجينين مختلّين أحدهما من الأم وآخر من الأب. وهذا السبب يعتبر شائع الحدوث بين الأردنيين حيث دلت دراسة مسحية أجراها د. عبد الله العبادي بإن قرابة 13% من الشعب الأردني يحمل أحد الجنينين المختلفين أو كليهما. ولمعرفة المزيد عن هذه الدراسة المنشورة فبالإمكان الرجوع لها حسب المصدر التالي:
Awidi A et al, Thromb.Haemost. 1999; 81:582-84
2. نقص المقاوم الثالث لمادة ثرومبين AT III deficiency. وتعتبر مقاومة عمل مادة الثرمبين وإبطال مفعول هذه المادة من الأشياء المهمة التي تمنع من تخثر الدم بشكل غير طبيعي. وتناط مهمة مقاومة عمل مادة الثرومبين بعدة عوامل أهمها مادة تدعى المقاوم الثالث. وفي حال نقص هذا المقاوم أو وجود خلل فيه يقلل من مفعوله، فإن الشخص يتعرض لخطر الإصابة بالجلطات الوريدية. وكثيرا ما تظهر الجلطة للمرة الأولى عند المرأة التي تتعاطى أدوية منع الحمل أو عند الحمل أو الولادة الأولى.
3. نقص بروتين سي Protein C deficiency، حيث تعتبر هذه المادة مهمة لمنع التخر حيث يؤدي تنشيطها في الحالات الطبيعية إلى تكسير بعض عوامل التخثر الأساسية مما يؤدي إلى توقف التخثر. وفي حالات نقص أو خلل هذا البروتين يقل أو يتوقف تكسير عوامل التخثر المذكورة مما يؤدي إلى حدوث الجلطات. ويورث نقص بروتين سي بشكل متغلب، ولكن خطر الإصابة بالجلطة يزداد في الحالات التي يرث فيها الشخص جنينين مختلين.
4. نقص بروتين إس Protein S deficiency ويعتبر هذا البروتين عامل مساعد لعمل بروتين سي أعلاه: ويورث بنفس الطريقة.
5. خلل مادة بروثرومبين.
6. أسباب موروثة أخرى وهي نادرة الحدوث منها خلل أو نقص في مادة بلاسمينوجين، مادة a2 pI و مادة Homocystinuria .
4. أعراض الجلطة الوريدية :
قد تحدث الجلطة الوريدية بدون أعراض خاصة عند الأشخاص الذين لايعطوا عناية خاصة للتغيرات في أجسامهم، ولكن في الغالبية العظمى من الأشخاص تظهر أعراض قد تتفاوت في شدتها من شخص لآخر وحسب موقع الجلطة.
أ. أعراض الجلطة الوريدية في الجهاز الوريدي العميق.
أعراض الجلطة الحادة:
1. ألم في مكان الجلطة والتي غالبا ما تكون في الساق إما تحت الركبة وإما فوقها.
2. إنتفاخ في المنطقة السفلى لمكان الجلطة، فإذا حدثت الجلطة في منطقة الفخذ، فإن الإنتفاخ يكون في منطقة الرجل التي تحت الركبة، وأما الجلطة الوريدية في أوردة الحوض فتؤدي إلى إنتفاخ الساق بالكامل حتى الورك. وأما جلطة وريد تحت الترقوة فتؤدي إلى إنتفاخ الذراع،وأما جلطة وريد الإبط فتؤدي إلى إنتفاخ في الذراع ولكن بشكل أقل من جلطة وريد تحت الترقوة.
3. حدوث احمرار وتغيرات جلدية أخرى في منطقة الجلطة، وأحيانا قد يحدث انقطاع للتروية الدموية في المنطقة المصابة مما يؤدي إلى حدوث الغرغرينا.
4. إذا ما هاجرت الجلطة واستقرت في الرئة، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث انسداد كبير مفاجئ في شريان الرئة مما قد يؤدي إلى الوفاة المفاجئة، وقد يحدث هذا بشكل واضح عند الأشخاص الراقدين في المستشفى أو ممن يلازمون الفراش لفترات طويلة. وأما إذا كانت الجلطة المهاجرة صغيرة الحجم، فتؤدي إلى انسداد شريان رئوي أصغر، وهذا يؤدي الأعراض المصاحبة مثل السعال المتكرر المصحوب بالدم، ضيق النفس، ألم في الصدر، وتسارع في التنفس، وازرقاق لون الأطراف والشفاة واللسان.
5. هناك علامات سريرية مصاحبة يلحظها الطبيب مثل ألم عند الضغط في مكان الجلطة أو عند القيام بإجراء يؤدي إلى شد الوريد، حس الوريد والذي قد يصبح مثل الوتر، وجود أوردة سطحية محولة، ارتفاع في حرارة الطرف المصاب، احمرار في الطرف المصاب علامات الجلطة المهاجرة وعلامات أخرى كثيرة.
أعراض المضاعفات المتأخرة للجلطة الوريدية :
أما إذا مر الوقت بعد حدوث الجلطة دون أخذ العلاج المناسب فقط يبقى الطرف المصاب منتفخاً وقد تتعرض بعض مناطق الجلد للضمور وأحياناً للتقرحات وقد تظهر الأوردة المحولة كدوالي. وقد تزداد شدة هذه الأعراض عندما يجلس الشخص لفترات طويلة (إذا كانت الجلطة في الساق) أو عند وقوفه لفترات طويلةأو عند زيادة الوزن.
ب. أما أعراض الجلطة في الأوردة السطحية :
فتتمثل بوجود إحمرار في الجلد مع ألم وارتفاع في حرارة المكان المصاب وأحياناً حرارة الجسم، وهي لا تكون بنفس خطورة الجلطات التي تحدث في الأوردة العميقة وذلك لأنها لا تؤدي إلى جلطات مهاجرة.
5. التشخيص:
عند حدوث الأعراض والعلامات الواضحة، فمن السهل تشخيص الجلطة الوريدية، وقد يحتاج الطبيب إلى إجراء بعض الفحوص الشعاعية لتأكيد الجلطة أو تأكيد مكانها وامتدادها، ومن هذه الفحوص، صور خاصة بالأمواج الفوق صوتية، صور الوريد بالمادة الظلية، صور الرنين المغناطيسي، صور بالمواد المشعة. كما يتطلب الأمر إجراء بعض الفحوص المخبرية لمعرفة أسباب الجلطة (إن وجدت) وقد يتطلب الأمر إعادة بعض هذه الفحوص بعد مدة نظراً لتأثر نتائج بعضها بالجلطة الحادة. وأما الجلطات المهاجرة للرئة، فيتم الكشف عنها بواسطة الصور النووية أو المحورية ويمكن أن تظهر بعض ملامحها حتى في صور الأشعة العادية للرئتين.
6. العلاج:
أ. علاج جلطة الأوردة السطحية: ويكتفى هنا بالمسكنات والإجراءات الموضعية، حيث تزول الأعراض بعد فترة وجيزة.
ب. علاج جلطة الأوردة العميقة: ويحتاج الأمر هنا إلى تدخل سريع، فإذا كانت الجلطة في الأوردة تحت الركبة، فيتطلب إعطاء المريض مميعات الدم وأولها الهيبارين، حيث يمكن إعطائه بالوريد أو تحت الجلد. وأنا أفضل إستخدام الأنواع الحديثة من الهيبارين المسماه بالهيبارين خفيف الوزن Low Molecular Weight Heparin. وبعد فترة قصيرة يتم إعطاء المريض مميع بشكل حبوب ويوقف دواء الهيبارين عند الوصول لدرجة التميع المرغوبة، ويستمر المريض بتناول دواء التمييع لمدة متفاوتة حسب السبب ولكنها في الغالب تستمر لمدة شهرين أو ثلاثة شهور. وأما إذا كانت الجلطة في أوردة ما فوق الركبة، فقد يتطلب الإجراء إعطاء مذيب للجلطة من نوع ستربتوكاينس Streptokinase أو Urokinase إذا ما تم اكتشاف الجلطة في أول 48 ساعة. وقد يتطلب إعطاء هذا المذيب في الوريد لفترة تتراوح من 12 ساعة وحتى 48 ساعة، وذلك حسب التجاوب. وبعد المذيب، يتم إعطاء الهيبارين والحبوب المميعة كما هو مشروح أعلاه ولكن لفترة قد تكون أطول مما هو مذكور.
وأما إذا هاجرت الجلطة إلى الرئتين، فقد يتطلب الأمر إجراء مداخلة جراحية لزرع مصفاة خاصة في الوريد تمنع من هجرة الجلطة أو في بعض الخيارات سد الوريد البطني السفلي، وذلك في حالات الجلطة المهاجرة والمتكررة.كما يستدعى الأمر اعطاء المريض المميع الهيباريني والحبوب ولكن لمدة أطول لا تقل عن الستة شهور. وهناك بعض الحالات التي تستدعي أن يأخذ المريض الدواء المميع مدى الحياة.
وقد يتطلب الأمر إجراء مداخلة سريعة في حالة الجلطة المهاجرة لشريان الرئة وذلك لنزع الجلطة أو قد يستدعي الأمر اعطاء المذيبات أعلاه أو الأنواع الجديدة من المذيبات.
ج. علاج المضاعفات المتأخرة للجلطة: لا يوجد حل مُرضي لمضاعفات الجلطة المتأخرة والمتمثلة في الإنتفاخ المزمن للساق أو الذراع، وينحصر العلاج بإرتداء الجوارب الشادة وتجنب الأسباب التي تزيد من الأعراض. وقد يتطلب الأمر إجراء مداخلات جراحية لإستئصال الدوالي الوريدية.
د. أمور علاجية أخرى: قد يتطلب الوضع إعطاء المصاب بعض المسكنات ومنعه من المشي أثناء وجود الألم. كما قد يتطلب أن يرتدي المريض بعض الجوارب الشادة. | |
|