أظهرت دراسات وأبحاث غربية عديدة أهمية الصوم المتقطع، المشابه لمبدأ
الصيام عند المسلمين، بالنسبة للصحة عموماً ولدوره في محاربة الأمراض
المزمنة وأورام السرطان.
وعلى الرغم من محدودية أعداد الدراسات والبحوث التي تناولت آثار صيام
رمضان، بشكل خاص على صحة الفرد من وجهة نظر مختصين، فإن العديد من الدراسات
الغربية أشادت بنظام الصيام المتقطع، الذي يمتنع فيه الفرد عن الطعام
والشراب لعدد من الساعات، ليعقبها بعد ذلك فترة يسمح فيها بتناول الطعام
بحرية.
وفي هذا السياق نشرت “الدورية الأمريكية لعلم التغذية السريري” الصادرة
عن الجمعية الأميركية للتغذية، مقالا علميا استعرضت فيه نتائج تجارب أجريت
على الثدييات والبشر، وكشفت عن دور الصوم المتقطع في خفض مخاطر الإصابة
ببعض الأمراض المزمنة كداء السكري، وأمراض القلب والشرايين.
وتبين أن الصوم المتقطع ساعد على زيادة استجابة خلايا الجسم لهرمون
الإنسولين، وعمل على تحفيز التقاط الخلايا لجزئيات الإنسولين، وهو ما يدعم
نتائج دراسات سابقة أكدت أن هذا النوع من الصيام يزيد من حساسية الجسم
لهرمون الإنسولين، ما قد يسهم في التقليل من مخاطر الإصابة بداء السكري.
كما أشارت دراسة نشرت بدورية الجمعية الأميركية لعلوم الحيوان إلى أن
الصوم المتقطع أدى إلى زيادة فعالية اثنين من مستقبلات هرمون
“الأديبونيسيتين” الذي يسهم في تنظيم استهلاك الجسم لسكر الجلوكوز واستقلاب
الأحماض الدهنية عند الثدييات، علاوة على لعب دورٍ في زيادة استجابة
الأنسجة لهرمون الإنسولين، الذي ينظم عمليات البناء والهدم للجلوكوز في
الجسم.
وفي السياق نفسه، كشفت دراسة أعدها مختصون في مجال التغذية، ونشرتها
الدورية البريطانية للتغذية، والتي استهدفت مجموعة من الصائمين في شهر
رمضان، عن أن تغيير مواقيت الوجبات، وخفض عددها إلى اثنتين برمضان، ساعد
على زيادة استجابة الجسم لهرمون الإنسولين، وذلك بالنسبة للأفراد الذين
يمتلكون عوامل الإصابة بداء السكري.
أما فيما يختص بالصحة القلبية فأبرزت البحوث الطبية ارتباط الصيام
المتقطع، بعوامل الوقاية من أمراض القلب والشرايين، حيث كشفت دراسات عن دور
الصوم المتقطع، في زيادة تركيز الكولسترول الحميد (HDL) عند الأشخاص
الأصحاء، وخفض مستوى الدهنيات الثلاثية التي ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة
بأمراض القلب والشرايين، الأمر الذي أرجعه المختصون لانخفاض كتلة الجسم،
وتراجع كميات الدهون فيه نتيجة للصيام.
الأورام السرطانية