السلآم عليكم
متى رأى( ايهم) تلك الغرفه الصغيره لأول مره في منزلهم الجديد ؟!!.. لا يعرف .. ربما في حلمه ...
كل ما يعرفه انه استيقظ ليجد نفسه فجأه داخل غرفه صغيره مظلمه خاليه من أي شيء سوى من نور احمر لا يدري من اين يخرج ولا كيف !!
اصابه الفزع واخذ يصرخ طالبا النجده ولكن لا احد .. وفجأه!! تظهر له تلك الطفله الصغيره في زاويه الغرفه جالسه تلعب بدميتها الصغيره وتبتسم وكأنها لا تراه .. شعر اسود غزير يغطي نصف وجهها الأبيض الجميل . اقترب منها ( ايهم ) بتردد وارتعد جسده الصغير وصوته يتساءل : مـ.. مرحبا .. اين نحن ؟!
ارتفع الوجه الأبيض الصغير نحوه والأبتسامه لا تفارقه وفجأه تتغير تلك الملامح الجميله ليظهر وجه
شديد البشاعه .. وجه شيطاني يضحك بوحشيه فأطلق صرخه وارتد للخلف بعنف ليسقط على ظهره ويفقد الوعي ... وحينما استيقظ وجد نفسه في غرفه نومه على فراشه وضوء الشمس يسطع مرسلا الدفء الى انحاء الغرفه .. تنهد بحراره واغلق عينيه متمتما : الحمدلله .. كان مجرد حلم اذن ..
انزل ساقيه ورفع غطاء فراشه هاما بالنزول حينما لاحظ وجود ورقه صغيره مصفره تحت الفراش تماما ( ماهذه ؟!) التقطها وقرأ مافيها بصوت عال
( النجده .. ساعدني ارجوك.. الغرفه الحمراء)
وعلى آخر حرف لطخه صغيره من الدم الجاف
لا لم يكن حلما .. كان حقيقه .. مارآه كان حقيقه ولكن ايه غرفه ؟!
واين هي ؟! ومن يطلب مساعدته ؟!
اهي تلك الطفله ؟! بالتأكيد هي ...
قفز من فراشه وابدل ملابسه واسرع بالخروج حيث وجد والدته تعد له طعام الأفطار : (ايهم) لماذا تأكل سريعا هكذا ؟! انتظر .. ايهم ..
ـ ليس لدي وقت اريد ان اتفرج على منزلنا الجديد كله .
قالها وطبع قبله على خدها ثم اسرع بالصعود الى الطابق العلوي .. لابد ان الغرفه هناك في ذلك المكان .
كانت الغرفه الأولى هي غرفه والديه فاستبعدها من بحثه وبدأ في الغرفه الثانيه ..
غرفه لم تؤثث بعد لكنها كبيره جدا . الغرفه الثالثه عباره عن مخزن صغير يحتوي
على صناديق كبيره والغرفه الرابعه تبدو وكأنها غرفه اطفال اذ كانت جدرانها مغطاه بلون وردي وورق حائط لشخصيات كارتونيه شهيره .. هذه هي .. احساسه يقول ذلك . هذه غرفه الطفله الغرفه التي حلم بها ليله البارحه .
كانت تحتوي على مقعد متهالك وطاوله صغيره ولا شيء آخر .. عماذا يبحث ؟!.. مالذي تريده منه ؟!.. اكانت هي من ساكني هذا المنزل سابقا .. ربما ..
واصل بحثه ولكنه لم يجد شيئا فنزل الى الطابق السفلي
حيث توجه الى غرفه مكتب والده ليسأله بأهتمام : ابي من كان يسكن هذا المنزل قبل ان ننتقل نحن اليه ؟!
ارتفع حاجبا والده وتساءل بدهشه : ولماذا هذا السؤال الغريب ؟!!
ـ مجرد فضول .
ـ كان يسكنه رجل وعائلته ولكنهم تركوه منذ فتره طويله فجأه ولظروف غامضه
خاصه بهم .
ـ اتعرفهم ؟!
ـ لا ليس تماما لكنني سمعت بأن الأب كان يعاني من اختلال في عقله وزوجته كانت
ترعاه هي وابنتهما الصغيره ولكن لظروف غامضه انتقلوا من منزلهم ولم يعثر لهم على اثر .
ـ هذا غريب !!.. حسنا اشكرك ابي ارجو الا اكون قد قاطعت عملك .
ـ لا يا بني .. على الرحب والسعه دائما .
عاد ايهم للصعود الى غرفه الطفله وجلس هناك على الكرسي يتأمل ما حوله .. كيف يعرف ما حدث وماذا عليه ان يفعل ... وفجأه لا حظ شيئا غريبا في زاويه الغرفه وعلى الحائط بالذات بدا له وكأن جزاء قد غطي بلون آخر من ورق الحائط . فأسرع ليتفحصه وهنا وجد ما كان يبحث عنه ..
باب صغير جدا يكفي لطفله صغيره لا يتجاوز عمرها الخمسه اعوام .. مد كفه وعالج المقبض فأنفتح الباب كاشفا عن ممر صغير رطب عفن الرائحه .. انحنى ودخل ثم سار مسافه قبل ان يجدها .. الغرفه الحمراء وهنا اطلق شهقه عاليه وحبس انفاسه بجسد مرتعد . ففي زاويه الغرفه وجد هيكل عظمي صغير مقطوع الرأس وشعر اسود غزير متناثر وبجواره دميه ملطخه بالدماء وسكين كبير مخيف .. رباه من فعل بها هذا من؟!ّ!ووجد الأجابه امام وجهه مباشره على الحائط الداكن وبخط متعرج
كتب ( يجب ان تموت .. انها الشر .. هي من قتل زوجي وانا قتلتها
ارادت ان تأخذه مني .. الشيطانه الصغيره ..
لكني لم اسمح لها ابدا..ابدا
ستظل هنا مسجونه داخل هذه الغرفه ولن ينقذها احد لأنها شيطانه
شيطااااانه )
وهنا سمع ايهم صوت الباب يغلق بعنف وبهواء بارد يلفح وجهه والأبشع من هذا اصوات الضحكات
الصغيره الشيطانيه التي اخذت تتردد في المكان
( انت لي .. لي وحدددددي)
"انتهت"