yoyo عضو ماسي
عدد المساهمات : 153 نقاط : 449 السٌّمعَة : 0
| موضوع: رسالة من المالديف .. إلى أصحاب الهم الدعوي ... مع التحية الخميس مارس 01, 2012 10:30 pm | |
| رسالة من المالديف .. إلى أصحاب الهم الدعوي ... مع التحية |
| د. محمود بن محمد المختار الشنقيطي ـ ماليه
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام علي سيدنا محمد رسول الله ، وعلى آله وأصحابه وأزواجه وآل بيته ومن اهتدى بهداه ، وبعد :ـ فإذا كانت البلاد العربية تشهد ربيع ثورات وتغيّرات ، فإن بلادا إسلامية ً أشرقت عليها شمسُ الرسالة والنبوة قبل أكثر من سبعة قرون ، على ما أثبته شيخ الرحالين أبو عبد الله ابن بطّوطة الطـنْجي ، تشهد هذه البلاد ، ربيعا دعويا يستحق لفت انتباه دعاة الإسلام ، والمعنيين بالدعوة إلى الله تعالى ، من هيئات ومؤسسات وجمعيات ووزارات إسلامية . لقد ولي ـ في الدعوة في المالديف ـ عهْد السنواتِ العِجاف ، التي كان فيه طلاب العلم الشرعي الملتحقون بالجامعات العربية الإسلامية ، يتخفون بنبأ دراستهم ، خوفا من المخابرات المالديفية ، لأن السجن جزاءُ من يتفقه في الدين و يتعلم علوم الشريعة ، و أحرى بالسجن من ينذرون قومهم رجعوا إليهم . ولى زمان ٌ كانت حتى بعثات دعاة الأزهر الرسميين التقليديين النمطيين منهم ، قبل أداء عملهم الذي لايتجاوز شهر رمضان فقط ، يعقد لهم اجتماع لرسم خارطة الحديث !!، توضَح لهم فيه الخطوط الحمراء التي يمنع الاقتراب منها ، والموضوعات التي فيها يتكلمون ، عليها يركزون ، ومنها يمنعون ، في اجتماع تعلو فيه نبرة الحزم والتجريم في حق من لم يتقيد بالتعليمات !! فقد طفق الدعاة والمصلحون وأهل الدين ، يستنشقون عبير الحرية وربيع الدعوة والإصلاح ، يسابقون الزمن لتأسيس بنيان ما انهدم من عرى الإسلام ، وما انصدع من حصن حماية هوية الإسلام ، في بلاد يَمنع قانونُها من التدين بغير الإسلام ، ويحجب جنسيته عن من يبتغى غير الإسلام دينا !!. إنها صولةٌ للباطل ـ لعَمر الله ـ باقية في سجل تأريخ الدعوة في هذا البلد المسلم أهلُه ، تبقى حقائق يرويها الشهود ومن عاصروها ، لقرب العهد بها إ ذ لايتجاوز أمد زهُوّها ثم زُهُوقها بضع سنين .. ولعلي في تقريري هذا المقتضب ، الذي يشبه "ورقة عمل ، أو برنامجا دعويا "لعلي أسجل فيه ما من شأنه يدفع عجلة الدعوة إلى الله في بلاد المالديف توطئة حطت بنا الطائرة في مطار" ماليه "، عاصمة جمهورية المالديف ، وكنت قد اطلعت على كتابات كثير ممن كتبوا عنها ما بين مطبوع ، وعلى الشبكة العنكبوتية مرفوع ، لكن التطور السريع الذي تشهده المالديف يقلل من قيمة التقارير القديمة! . كان في استقبالنا الأستاذ / محمد فائز من وزارة الشؤون الإسلامية بالمالديف ، حيث إن مهمتنا ـ أنا واثنان من دعاة الوزارة بالمملكة ـ كانت مهمة رسمية ، وبعد استراحة يوم في الفندق بدأ برنامجنا الدعوي ، حيث تضمن إلقاء كلمات ومحاضرات ، ولقاءات مع بعض خريجي الجامعات العربية من مصر والمملكة خاصة ، وزيارة بعض الشخصيات الدعوية والجمعيات والجزر والمنتجعات. لقطات • تزامنت مهمتنا ، مع مهمة مجموعة من دعاة الأزهر الفضلاء في برنامج شبيه ببرنامجنا المكلفين به ، ولكن عمر برنامج الأزهر يتجاوز سبعين عاما !!، ودعاته يزيدون على ألفي داعية وقارئ للقرآن ، يغطون أكثر من مائة وعشرين دولة حسب إفادتهم لنا . • لاتزال بحمد الله تعالى المظاهر الإسلامية ، تصبغ الحياة العامة في جمهورية المالديف الإسلامية ، كالحجاب ، ومظاهر شهر رمضان مثل إغلاق المطاعم نهارا وعند الإفطار، واختفاء مظاهر المجاهرة بالفطر بين المسلمين ، واحترام حرمة الشهر عند العامة ، ومثل الأذان ، واقبال الناس على المساجد وسماع ومشاهدة البرامج الإسلامية ….الخ . • يمنع القانون والنظام الفطر في نهار رمضان علانية في المالديف ، كالحال في كثير من البلدان الإسلامية ، إلا بتصريح ، وإن كان تفعيل هذا القرار يحتاج إلى رقابة احتسابية ، أو رسمية صارمة . • تكثر العمالة البنغالية والهندية والسيرلانكية في المالديف بشكل لافت . • تتصدر المالديف البلدان السياحية المفضلة للغربيين والصينين ، وبها أكثر من مائة منتجع على مستوى عال ، حيث يبلغ متوسط عدد السياح سنويا 600 ألف ومع ذلك تصنف ضمن الدول الضعيفة اقتصاديا. • يغلب على الدعاة عموما ، والمشتغلين بالدعوة إلى الله في المالديف ، مذهب أهل السنة والجماعة في الجملة ، ولاتوجد عندهم تنظيمات لجماعات دعوية كالإخوان المسلمين والتبليغ ، التي كانت إلى عهد قريب ـ ولازالت ـ محظورة رسميا . • توجد كليتان شرعيتان في المالديف كلية الشريعة وكلية الدراسات الإسلامية ، وقد ضمتها الجامعة الوطنية قبل أشهر. • أنشئت وزارة الشؤون الإسلامية بالمالديف حديثا عام 2008 م . • يحتفى ويفتخر المالديفيون شعبيا ورسميا بالعربية ، لغة الدين ووعائه ، فتجد في لغتهم كلمات عربية نطقا وكتابة ، كما أن كتابة المالديفية تبدأ من اليمين مثل العربية ، وتجد تهانيهم بالعربية مثل : رمضان مبارك ، وشكريه .. الخ . كما تجد الزي الشعبي عند كبار السن خاصة ، هو الإزار والرداء (الفوطة). • خريجو الجامعات العربية الإسلامية ،خاصة جامعة الأزهر، والجامعات السعودية يعدون بالمئات ـ والحمد لله ـ ويشعر المراقب بافتعال تضاد وتنافر بين المدرستين ، يذْكيه بعض صغار الطلاب وبعض من لم ترسخ قدمه في الدعوة والتقوى ، من متعصبي ومقلدة بعض المذاهب والمدارس العقدية والفقهية ، نرجو الله إعانتهم على التغلب عليه ، ويبشر بخير وجودُ طبقة من عقلاء وحكماء أهل العلم والدعوة يجنبون المجتمع والعامة آثار الاختلاف المذموم بين المدرستين . • يلاحظ الإهتمام الواضح بتعظيم المساجد عند المصلين في المالديف ، من الحرص على عدم المرور بين يدي المصلين ، وانتظارالمصلين بعد سلام الإمام حتى نهاية الأذكار ، وبنظافة وصيانة بيوت الله من الأصوات واللغظ ، وغالبا أن الأب يوقف بجواره ابنه المميز في الصف ، بالرغم من أن معظم مساجد المالديف غير مفروشة ولا مكيفة . توصيات :ـ أولا : الدعاة والمشتغلون بالدعوة من المصلحين ، أمامهم تحدي كبير، وهو تفعيل قانون الدولة الما لديفية في التعامل الرسمي القانوني مع السياح من غير المسلمين ، بما يكفل للشخصية الإسلامية ولمظاهر البلد الإسلامي استقلاليته واحترام شعائره، وعدم المساس بقيمه وعاداته وتقاليده الإسلامية من جانب المنظمين للسياحة والسياح ، مثل قانون عدم تعدي السياح جزر معينة ومحددة لهم سلفا ، وعدم المجاهرة في المالديف المسلمة بما يخدش الحياء العام والسمت الإسلامي ، وينبغي التأكيد عليه حماية ً للشباب والأجيال التي يخشى عليها إلف مظاهر التفسخ والتحلل من الدين . وتحدي أعظم منه وأخطر من ( وجهة نظري) ، وهو اعتماد التجار والدولة على المورد السياحي ( بالمفهوم الغربي الذي يصاحبه الخمر والتفسخ وإظهار شعار الكفر والشرك ، وبيع التماثيل والأصنام لهم ..الخ ) كمصدر من مصادر الدخل ، مع مافيه مما يخشى أن يكون كسبا خبيثا وموردا محرما ، لأن الله سبحانه إذا حرّم شيئا حرّم ثمنه ، كما خَرَّجَ أبو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ ابنِ عَبَّاسٍ عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ..) وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا حَرَّمَ أَكْلَ شَيْءٍ حَرَّمَ عَلَيْهِمْ ثَمَنَهُ( ثانيا : وزارة الشؤون الإسلامية بالمالديف ، ترحب بأي تعاون دعوي مثمر ، مع أي جهة خيرية أو رسمية دعوية ، فأرى لأصحاب المشاريع الدعوية الطموحة ، وللجمعيات الخيرية الدعوية والأوقاف ، اهتبال فرصة المظلة الرسمية المتاحة للضرب في هذا البلد المسلم بسهم ، أو التخصص فيه . ثالثا : الحاجة ملحة لدورات تربوية مكثفة ، سواء أكانت قصيرة لمدة أسابيع ، أو طويلة لمدة سنة أو فصل دراسي ، تقدم هذه الدورات لمدرسي العلوم الشرعية في مدارس التعليم العام ، ولأئمة وخطباء المساجد ، ودعاة الوزارة ، وكذلك كلية الدراسات الإسلامية ،لا تمانع من الإشراف المباشر على تنفيذ الدورات كما أفادنيه بعض الإداريين . رابعا : الحاجة ملحة في دعوة السياح الأجانب ، وتوعية العمالة المسلمة ، وهم يرحبون بل يطلبون بإلحاح من يزودهم بكتب ومواد دعوية يستقبلونها ويشرفون على توزيعها ، وأهم اللغات التي يحتاجونها حسب الأولوية : الإنجليزية ، البنغالية ، السنهالية ، الهندية : كيرلا ، التاميلي ، تلاغو . ثم لغة السياح غيرالمسلمين : مثل الإيطالية والروسية والصينية والكورية ويمكن التنسيق مع الوزارة مباشرة . خامسا : بالرغم من كثرة الخريجين من الجامعات العربية ، إلاأن حركة ترجمة المراجع ومصادر العلوم الإسلامية الأساسية متأخرة جدا، فلا يوجد أي مرجع في المذهب الشافعي مثلا ـ وهو مذهب البلاد السائد -باللغة المالديفية ، ولا يوجد تفسير مختصر أو مطول مترجم باللغة المالديفة ، أوحتى الصحيحان لم تترجما بعد ، نعم وقفت على ترجمة كتابين هما رياض الصالحين وكتاب التوحيد فقط ، وقد أرجع معالى وزير الشؤون الإسلامية السبب ، إلى انشغال المقتدرين من الخريجين ، بتدبير المعيشة الغالية والوظائف التي تستهلك وقتهم ، وإن كانت ثمة جهود ملموسة ، من الدكتور فياض في ترجمة صحيح الإمام البخاري للمالديفية قطع فيه شوطا ، ولكنها لاتعدو جهود فردية لا مؤسسية وليس متفرغا لها ، فلو تبنت جهة ما خيرية ، عددا من مشاريع ترجمة المراجع الأساسية الشرعية العربية إلى لغة البلاد ، وفق خطة مدروسة على حسب أولويات المراجع التي يحتاجونها لكان خيرا كثيرا ، ولوفرغ لها مترجمون على مستوى عال لحصل نشر للعلم والثقافة الإسلامية . سادسا : المساجد يرتادها المصلون بكثرة ، وهي بحاجة إلى أثاث وتكييف ، حيث يشق عدم وجود التكييف على المصلين خاصة في فصل والصيف وشدة رطوبة الجو. سابعا : لابد من تكاتف الدعاة والمصلحين مع الحكومة المالديفية ، في وضع آلية لوقف بيوت الفساد التي يديرها ويقوم عليها نساء من دول مجاورة ، ينشرن الخبائث والأمراض بين الشباب ، كما بلغني من ثقاة ، تحت مسمى العلاج الطبيعي والمساج وصوالين الحلاقة والتجميل ...الخ . ثامنا : لاتوجد فروع لأي جهة دعوية خيرية أو رسمية كالندوة العالمية للشباب الإسلامي أو المنتدى ، وحتى مكتب رابطة العالم الإسلامي معطل ، فلو سعت الهيئات والمؤسسات الدعوية الخيرية الإغاثية في الخليج وأستراليا بحكم قربها ، لو سعت هذه المنظمات والجمعيا ت لفتح فروع لها ، خاصة مع سهولة الحصول على ا لتصاريح اللازمة لانتشر العلم الشرعي ولحافظنا على مستوى دعوي في البلد . تاسعا: أهيب بالقائمين على المعاهد العلمية الشرعية الخارجية مثل وزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية , وجامعة الإمام محمد بن سعود ، وكذلك الجامعات الإسلامية المتخصصة في الجاليات مثل جامعة المدينة بماليزيا ، وجامعة المعرفة ، ومعاهد قطر والرياض وغيرها لو فتحت فروع لها لحصل خير كثير للبلد وللمسلمين ، سيما مع حاجة الشعب المسلم المالديفي للتعليم الإسلامي وإقباله عليه . عاشرا : مظاهر الشرك أزيلت مع المظاهر الإسلامية الشرعية ، في العهد السابق الذي أتى على الجميع ، والسماح من جديد للبريلوية بالدعوة بين العامة ـ وقد شاهدت بنفسي حالة منها ـ أعتقد أنه ليس من النصح للبلد وللدين وللعامة ، وحتى جماعة التبليغ ـ مع أن عربهم أخف قليلا في البدع والخرافات من عجمهم ، ومع ذلك لا أرى إلا الاستمرار واستدامة قرار منعهم من نشر دعوتهم في المالديف ، لأنه بالتجربة والمشاهدة والتواتر ، يبدأ المسلم العادي تبليغيا وينتهي خرافيا ، أوعلى الأقل تضعف غيرته على التوحيد والدعوة إلى المعتقد الصحيح وإنكار البدع والخرافات الإعتقادية ، فتمرر عن طريقه الخرافات ، وتنشر الطرق الصوفية طريقتها مستغلة مرونة دعوة التبليغ ، وبرودة السنة فيهم ، فتهدمُ عرى الدين ، بأصول دعوتهم ، وصفاتهم الستة ، وأدبياتهم التي تتكيف مع كل طريقة ونحلة وفرقة . الحادي عشر : بدأ الدعاة يتذمرون من بعض الشباب ، خريجي بعض الجامعات الإسلامية ، المنتسبين لأهل السنة ، حيث تضيق صدور هؤلاء الغيورين ، بالخلاف الفقهي ، وبتمسك أهل البلد بالمذهب الشافعي في الفروع ، وببعض المسائل الاجتهادية الدعوية ، التي هي نوازل ومستجدات محل نظر واجتهاد . وكانت لي مجالس مع بعضهم ، ولم يؤتـَوا إلا من شدة حرصهم على إتباع السنة والحذر من البدع ، ومع أنهم يعترفون بأن الجميع على منهج أهل السنة والجماعة ، إلا أنهم جنحوا للغلو في شدة الإتباع وتطبيق السنة والدعوة إليها والموالاة والمعاداة على مسائل النوازل الدعوية والفقهية ، التي وسع سلفنا الصالحَ الخلافُ فيها : مثل الجهر بالبسملة ، والموقف ممن يرى جدوى السماح لدعوة التبليغ بين المسلمين ، والدخول في الانتخابات وتأسيس الأحزاب الإسلامية ..الخ . مما أحدث تشويشا على العامة ، وإعاقة للدعوة ، وفتح ثغرة يمكن لأعداء الدين والإصلاح استغلاله وتوظيفه لضرب الربيع الدعوي في المالديف ، وإشغال الدعاة عن الأهم الأعظم وهو الإصلاح ودعوة الناس وتشييد الدين وإقامة الإسلام بين المسلمين ، ونشر العلم الشرعي وتعليم العامة أمور دينهم . وأحب هنا أن لفت انتباه إخواني طلبة العلم ، بأن السنة يقابلها ا البدعة لكن لا يسوغ تبديع المخالف المتأول لها ، ولايلزم من فعل البدعة كون المتعبد بها مبتدعا ، وهذه مسألة دقيقة في مسائل الأحكام ينبغى التفطن لها ، وتريح من إشكالات دعوية كثيرة ؛ فمثلا من يرى عدم سنية الجهر بالبسملة في الجهرية ، بل حتى يرى أنها بدعة ، لا يبدع من يرى سنية الجهر بها ،وحتى لوساغ حكمنا على الفعل بالبدعة لمخالفته للسنة ، فلا يلزم منه تأثيم ولا تضليل للمجتهد ، ولا لجنس القائل بها ، وفي المقابل من يرى سنيتها وتقليد مذهب الإمام الشافعي ، لا ينبغى أن يلزم بها الأئمة والخطباء والدعاة ، ولا يثرِّب على من يرى مخالفتها للسنة ،أو مخالفتها لما استقر عليه فعل النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته ، وتتسع الصدور للخلاف ، ويعلَّـم العامة أنها محل خلاف ويشكر للجميع حرصهم على الاتباع ، وتسير الدعوة ، وينتشر العلم والخير والسنة ، ولا توغر الصدور ولا نشتغل ببعضنا عن ما هو أهم ، وهو الإصلاح ونشر العلم الشرعي بين المسلمين . والخلاف الفقهي الدائربين الأجر والأجرين ، وبقاء العامة على مذهب واحد في القضاء والفتيا والولايات الشرعية ، كالأذان والإمامة والأنكحة مسألة تقبل الإجتهاد ، و كل ذلك من خلاف التنوع لا التضاد الذي لايستوجب الذم والقطيعة والمعاداة بين أصحاب المنهج الواحد . بل حتى هناك من أهل العلم رحمهم الله من يرى أن مثل هذه المسائل لا يحكم عليها بالبدعة أصلا . وهذا العلامة ابن القيم رحمه الله ، وهو يتحدث في "زاد المعاد" عن القنوت في صلاة الصبح، بين من أنكره مطلقا -في النوازل وغيرها- واعتبره بدعة، وبين من استحبه مطلقا في النوازل وغيرها، ويرجح أن هديه صلى الله عليه وسلم هو القنوت عند النوازل، كما دلت عليه الأحاديث، وأن هذا ما أخذ به فقهاء الحديث، فهم يقنتون حيث قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتركونه حيث تركه، فيقتدون به في فعله وتركه، ويقولون: فعله سنة، وتركه سنة. مع هذا فلا ينكرون على من داوم عليه، ولا يكرهون فعله، ولا يرونه بدعة، ولا فاعله مخالفا للسنة، كما لا ينكرون على من أنكره عند النوازل…الخ، بل من قنت فقد أحسن ومن تركه فقد أحسن . أهـ . . وكما قال الشيخ ابن باز رحمه الله ، بعد تقريره لسنية الإسرار بالبسملة في الجهرية قال : (... ما ينبغي فيها النزاع، ينبغي أن يكون الأمر فيها خفيفاً، والأفضل تحري سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعدم الجهر ، وإذا جهر بعض الأحيان من أجل حديث أبي هريرة ، أو من أجل التعليم، وليعلم الناس أنها تقرأ، فلا بأس بذلك، وقد جهر بها بعض الصحابة - رضي الله عنهم ـ وينبغى لمن يدعو للسنة عدم نسيان الدعوة إليها بالسنة والهدي النبوي ولاخير في الغلو مطلقا ولا في التمييع وتضييع السنة والهدي النبوي. الثاني عشر : أدعو إخواني الدعاة والمهتمين بالدعوة في كل مكان أدعوهم ، لزيارة هذا البلد المسلم أهله ، والوقوف عن كثب على الأوضاع الدعوية ، رجاء المساعدة والتكاتف والنصرة والمساهمة ، ولو بفكرة أو رأي أو استشارة أوخبرة أو نقل أي تجربة دعوية تحتاجها الساحة الدعوية هناك ، ولا نستقل عليهم أيا من ذلك . . الثالث عشر : دعوة أرباب الأموال والتجارة من الخيرين إلى الإستثمار الدعوي الأخروي في المالديف حيث تبدو الحاجة ملحة لوجود قناة تلفزيونية دعوية تخدم المسلمين وغيرهم من السياح وتخاطبهم وتدعوهم ، حيث يدخل كل شهر قرابة ثلاثمائة ألف سائح إلى المالديف . فهل من مشمر، يضرب في المالديف بسهم ،ما يدرينا لعله بإذن الله وحوله وتوفيقه وإخلاص الدعاة وحسن اتباعهم للمنهج النبوي ، لعله يكون من جنس الشجرة الطيبة (أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ) أسأل الله جل جلاله وتقدست أسماؤه ، أن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر، وأن يستعملنا غرسا في طاعته وفي إعلاء كلمته .
|
| |
|