البكاؤون الخمس .. وماهو سبب بكائهم
جواب : الْبَكَّاءُونَ الخَمْسَة هم خمسة من المعصومين ثلاثة منهم من الأنبياء ، اشتهروا بكثرة بكائهم ، و هم :
1. النبي آدم أبو البشر عليه السَّلام ) ، خَلَقَهُ اللهُ عَزَّ و جَلَّ عام الهُبوط على الأكثر 6880 قبل الهجرة ) و تُوفي عام : 930 من الهبوط 5950 قبل الهجرة ) [1] .
2. النبي يعقوب عليه السَّلام ) ، و هو إبن إسحاق بن إبراهيم ، عاش ما بين 2139 – 1992 قبل الهجرة ) ، تُوفي بمصر و دُفن بأرض كنعان [2] .
3. النبي يوسف عليه السَّلام ) ، و هو إبن يعقوب بن إسحاق ، عاش ما بين 2078 – 1968 قبل الهجرة ) ، وُلِدَ في قرية " فدان أرام " بالعراق ، و فيه جعل الله النبوة و المُلك [3] .
4. السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ) بنت رسول الله محمد صلى الله عليه و آله ) ، وُلدت يوم الجمعة 20 جمادى الثانية سنة : 2 أو 5 بعد البعثة بمكة المكرمة ، و قضت شهيدة في جمادى الثانية سنة : 11 ) هجرية في المدينة المنورة ، و قبرها غير معلوم و ذلك بناءً على وصيتها لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السَّلام ) .
5. الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السَّلام ) ، لُقِّبَ بزين العابدين و ال ، وُلد يوم الجمعة 15 ) جمادى الأولى سنة : 36 ) ، أو يوم 5 ) شعبان سنة : 38 ) هجرية ، أيام خلافة جده أمير المؤمنين عليه السَّلام ) ، قضى شهيداً في يوم السبت أو الأحد 12 ) أو 25 ) من شهر محرم الحرام سنة : 95 ) هجرية ، و دُفن بجنة البقيع في المدينة المُنورة .
الْبَكَّاءُونَ في رواية الإمام الصادق عليه السَّلام ) :
رُوِيَ عَنْ الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السَّلام ) أَنهُ قَالَ :
" الْبَكَّاءُونَ خَمْسَةٌ : آدَمُ ، وَ يَعْقُوبُ ، وَ يُوسُفُ ، وَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ) ، وَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السَّلام ) " .
سَبَبُ بُكائهم :
ثم أن الإمام الصادق عليه السَّلام ) بَيَّنَ سبب بكائهم و قال :
" فَأَمَّا آدَمُ فَبَكَى عَلَى الْجَنَّةِ حَتَّى صَارَ فِي خَدَّيْهِ أَمْثَالُ الْأَوْدِيَةِ .
وَ أَمَّا يَعْقُوبُ فَبَكَى عَلَى يُوسُفَ حَتَّى ذَهَبَ بَصَرُهُ ، وَ حَتَّى قِيلَ لَهُ { تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهالِكِينَ } [4] .
وَ أَمَّا يُوسُفُ فَبَكَى عَلَى يَعْقُوبَ حَتَّى تَأَذَّى بِهِ أَهْلُ السِّجْنِ ، فَقَالُوا إِمَّا أَنْ تَبْكِيَ اللَّيْلَ وَ تَسْكُتَ بِالنَّهَارِ ، وَ إِمَّا أَنْ تَبْكِيَ النَّهَارَ وَ تَسْكُتَ بِاللَّيْلِ ، فَصَالَحَهُمْ عَلَى وَاحِدٍ مِنْهُمَا .
وَ أَمَّا فَاطِمَةُ عليها السلام ) فَبَكَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله ) حَتَّى تَأَذَّى بِهَا أَهْلُ الْمَدِينَةِ ، فَقَالُوا لَهَا قَدْ آذَيْتِنَا بِكَثْرَةِ بُكَائِكِ ، وَ كَانَتْ تَخْرُجُ إِلَى الْمَقَابِرِ مَقَابِرِ الشُّهَدَاءِ فَتَبْكِي حَتَّى تَقْضِيَ حَاجَتَهَا ثُمَّ تَنْصَرِفُ .
وَ أَمَّا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السَّلام ) فَبَكَى عَلَى الْحُسَيْنِ عليه السَّلام ) عِشْرِينَ سَنَةً أَوْ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، مَا وُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ طَعَامٌ إِلَّا بَكَى ، حَتَّى قَالَ لَهُ مَوْلًى لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ !
قَالَ : { إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَ حُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَ أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ } [5] ، إِنِّي لَمْ أَذْكُرْ مَصْرَعَ بَنِي فَاطِمَةَ إِلَّا خَنَقَتْنِي لِذَلِكَ عَبْرَةٌ " [6] .