ودعيني بما يحلو فيه خاصرات الوداع
خزني لأزمنة من خوابي ملئت بأندائي
صبي رحلة الثواني عاصرات الكسالى
يطول بنا جمع الوداع بمدائن الإنتشاء
وإمسحي بالبنان موارد للجمال أملكها
وإنتزعي من سفح العروق دمع الحياء
إغرسي مغرز الشفتين ياقوتة في أديم
وإمنحي بصيلة المشاعر قطرات البقاء
تخمري بين أطرافي طوف بواح جسدي
وأسق سكان المدائن وما حوته أجزاء
سأفترش الثرى ليس غير الزهر أرض
وليس غير شامة الحسن تخفي الفضاء
لوحي بالرمش صوب العين تصاب رفة
وألق بالنظرة أعماقها سوداوة الشيماء
ومرري الظفيرة مدارج الجبين طيرانها
وصبي لسان التعرق فيها أخاطبه إيحاء
وإطبعي الوان الشفاة أطباقا مراح خدي
وإمسحي بطرف اللسان بآهات إشتهاء
خذي عالي الشفتين ضميها بثغر راعش
وأجعلي زلال قطر ينزف لسافلها إرتواء
مزقي ما إستعطت علامة الظفر بجلدتي
وإرم التخوف جانبا ملازما جنب إرتخاء
دع فروة الباقيات ترتدي الأنحاء طواعة
فما زالت حشود الغيوم زئيرها بالسماء
ولا تخافي التلبد ولا تعيري إلإنتباه لرعد
فحلاوة طيف قزح والبريق بأرض اللقاء
ستوهب جالبات الحظوظ ما إختفى ركنه
وتغريدة العصفور بالعش مختليا بالعراء
وتلتوى ألأطراف فتعتلي صنوان توامها
وتصفق فراشات بالربيع بتلاحم الأمراء
سيبني سراب النحل بأرضنا بيت الخلايا
ويسقى شتل الياسمين بما تثرناه أشلاء
فلا تستغربي غياب الشمس عن مشرق
ضباب الزفير غطى عيون الأصيل أفياء
فراحل وغيابي عنك ساعة لا تزيد قطرة
وإذا تعدى ثانيا أكد ترحيلي عن الأحياء
القصيده للكاتب و الشاعر / هيثم احمد حجازي