أعرب الفنان العربي الكبير كاظم الساهر عن حزنه المستمر على بغداد وما يجري بها وقال الساهر في حديثا له مع الوطن السعودية:
أحيانا أشعر بذل حقيقي، و كأن شيئا في داخلي يكاد أن ينفجر، لذلك العصبية
التي فيها أنا هذه الأيام و خاصة على المسرح سببها الوضع الذي نعيش فيه
الآن .. سببها بغداد، و إذا حصل لي مكروه لا سمح الله، إذا مرضت و إذا مت
فالسبب الأول هو بغداد، الحزن الذي نحمله نحن هو جبال من الهم أصبحت على
رؤوسنا، حتى باتت أكبر بكثير من طاقتنا كبشر، هذا الشيء لا يحتمل، لكن يبقى
إيماننا بالله قوياً، و الأمل لا ينقطع، لكنه قليل جدا جدا و ضئيل .
وأضاف الساهر :
يقولون كل شيء له وقت، بالنسبة لي هذا الوقت بالرغم من كل الظروف الصعبة
التي تمر بنا إلا أنه ينتابني شعور جميل عندما أصعد إلى المسرح في هذه
الظروف و أتواصل مع جمهوري فنذكر المواقف الإنسانية و نغني لأرضنا، لوطننا
العربي، لكل شيء جميل في وطننا، نغني للمرأة، للحب، للأطفال، أعتقد أن
الحياة بإذن الله لن تتوقف عند هذا و المبدعون سوف يستمرون بإذن الله ..
لأنه للأسف وصلني الكثير من الأراء التي أخذها البعض بشكل خاطئ، أن الإنسان
في الأزمات يطلب منه أن يوقف عمله .. هذا خطأ، بل بالعكس في عز الأزمات
يجب على الإنسان أن يعمل، يجب أن يضاعف جهوده، و أنا أتكلم عن نفسي كفنان
ضاعفت مجهودي إلى أكثر بكثير مما مضى، في عز الأزمة التي يعيشها بصورة عامة
وطننا العربي .. و بصورة خاصة حبيبتي بغداد، من خلال المسرح تكلمت كثيرا،
حتى بعض الأغنيات العاطفية التي كتبت في السبعينات أشعر اليوم و أنا أغنيها
و كأنها كتبت لبغداد و منها "أنا و ليلى"، أيضا الحب المستحيل أشعر حين
أغني "و يسعدني أن أمزق نفسي لأجلك أيتها الغالية" أشعر أني أخاطب بها
بغداد، أغنيها لبغداد بلدي الحبيب .
وحول تغيره لأغنية " هل عندك شك " إلى " حافية القدمين " قال :
أعجبني مقطع
في قصيدة الأستاذ الراحل نزار قباني يقول فيه "قاتلتي ترقص حافية القدمين
بمدخل شرياني، أحببت المفردة كثيرا و كأنها لوحة جميلة، بالنسبة لي كانت
صورة شعرية جميلة جدا، تستطيع أن تفسرها كما شئت، أحببت المعنى و الكلمة
"حافية القدمين" فسميت الألبوم بها
وحول سر رائعته أنا وليلى قال :
لا أدري حقيقة
ما هو سر هذه الأغنية التي تطلب مني في كل مكان، حتى صرت أغار منها بكل
صراحة، هناك أغان قديمة تطلب في كل حفلاتي لكن أنا و ليلى حالة غريبة و سر
أجهله تماما ..
وحول توجهه للعراق ورفضه الغناء بها قال الساهر:
صرحوا كثيرا
على لساني أني دعيت للغناء في العراق بعد سقوط النظام و أني رفضت، لكن اسمح
لي أن أقول أن هذا كله كذب، الحق يقال، لم توجه لي أي دعوة للغناء، ثم بأي
ظرف نحن، حتى توجه لي دعوة، يلقون الماء و الخبز ثم يدعوني للغناء، أنا
أدعو كل إنسان وطني شريف أن يحكم بضميره في بغداد و ينكر الذات ليتفرغ من
أجل بلده، و أملنا كبير بالله تعالى .
وحول جولته الأخيرة للولايات الأمريكية وانتقاد البعض لها قال الساهر:
أنا أجوب
العالم للغناء عن بلدي، أنقل لشعوب العالم الصورة الجميلة التي لا يعرفونها
عن عراق الحضارة، حتى عندما زرت الولايات المتحدة و غنيت فيها مؤخرا و
انتقدني الكثيرون ظلما، ما معنى أن يخرج عراقي إلى أمريكا ليغني عن بغداد
قبل الحرب و يهتف معه آلاف الأمريكان ثم يشكرونه و يقولون وصلت الرسالة و
نحن معكم ضد الحرب ألا يعني هذا شيئا، لماذا لا يقولون أني أسعى دائما لرفع
اسم بلدي .. فلسفتي في حياتي أنني لست سياسيا ربما، لكني أفهم بعض الشيء
فأقود نفسي بنفسي .. أنا منذ بداياتي رجل محايد، أحب بلدي، و هدفي في
الحياة رسم صورة جميلة عن بلدي، أنا إنساني في كل تفاصيل حياتي و لا أحب
السياسة .
وحول إمكانية أن أن يتوقف عن التلحين أو الكتابة قال الساهر:
نعم ممكن ..
على سبيل المثال نحن لدينا اليوم أزمة كبيرة جدا في الكتابة، أزمة حقيقية
100%، لقد وصلت حد البكاء في سبيل أن ألقى قصيدة و لو بمستوى أنا و ليلى أو
قريب لكني اليوم وجدت ما يشفي غليلي بقصيدة الرعاة والنار"العراق حر"
وقصيدة "اهكذا اصبحتي يا بغداد" "اي قصيدة مدينة الحب"
فقصيدة الرعاة
والنار تم تسجيلها اكثر من 3 مرات والسبب هو انني لا استطيع اكمال المقطع
الاخير من القصيدة وانا انادي "عراق يامنارة المجد الذي استقر نحتاج في
تاريخنا يوما كيوم بدر يعلم الجاثم فوق صدرنا ان العراق حر"
فهنا ابدأ بالبكاء حتى ابكيت كل من كان داخل الاستديو واثناء التصوير ايضا
اما قصيدة مدينة الحب :
هي حبيبتي بغداد هي بغداد ولا اخفيكي سرا ان كلماتها عندما قرأتها شعرت بحسرة كبيرة وآلم عميق وبكيت
هل هذه هي بغداد ام الحضارة اصبحت تشبه المقبرة؟؟؟؟؟
وسكانها جثث مشتتة في شوارعها
اعذريني لم اعد استطيع ان اكمل