يعتبر الغضروف الوهم المرعب الذى
يصيب المصريين وجراحة الغضروف هى الوهم الأكثر رعبا، ولكن الجراحة ليست هى
الحل الوحيد فلو علمنا أن الغضروف هو الجزء الذى يثبت كل فقرتين فى العمود
الفقرى ببعضها البعض لعلمنا أهميته فى تثبيت العمود الفقرى.
فهذا الغضروف المظلوم لو تحرك من مكانه وانزلق إلى مكان آخر يحدث ما يسمى
بالانزلاق الغضروفى، ويكون هذا بسبب إما ضعف العضلات الظهرية المغلفة
للعمود الفقرى فى منطقة الفقرات القطنية أو العنقية، وإما بسبب حمل الأشياء
الثقيلة فى وجود ضعف هذه العضلات أو زيادة الوزن، فلو تحرك هذا الغضروف
وظهر فى الأشعة أنه انزلق بدون شكوى لمريض فإن هذا المريض فى النهاية سليم
ولا يحتاج إلى علاج، أما لو انزلق هذا الغضروف وضغط على الأعصاب فإنها إما
أعصاب حسية تسبب الألم والخدلان والتنميل فى الأقدام أو الذراع وعلاجها
يكون بحقن مضادات الالتهاب حول العصب ولا نلجأ إلى الجراحة وهذا فى 90% من
المرضى، أما لو ضغط الغضروف على الأعصاب الحركية فإنه يسبب شللا وضمورا فى
العضلات أو عدم التحكم فى البول وفى هذه الحالة يكون مشرط الجراح هو الحل،
فلا نقول وداعاً للجراحة ولكن مهلا وليكن المشرط للمريض الذى يحتاجه وهم
يمثلون حوالى 10% فقط من المرضى.
وحقن مضادات الالتهاب حول العصب هو علاج آمن وموجود فى مصر وهو العلاج
الأول فى أوروبا وأمريكا ولا أعلم لماذا لا يعلم المرضى فى مصر عنه شيئا
ويلجأون إلى الجراحة فى المقام الأول.
ويكون الحل فى حالات الألم والتنميل هو حقن مضادات الالتهاب حول العصب، لأن
مضادات الالتهاب مهما أخذت عن طريق الفم لا تؤتى النتيجة المرجوة بل إنها
قد تؤدى إلى عدد من المضاعفات غير المستحبة، مثل التهاب جدار المعدة
الداخلى والقرحة، وهذا الحقن آمن جدا بشرط أن يقوم به استشارى متخصص وأمين
ولا يقوم بهذا الحقن إلا استشارى علاج الآلام وليس أى تخصص آخر، لأن
استشارى علاج الآلام يعرف طريقه جيدا وهذا الحقن يمكن تكراره ويحسن المريض
بنسبة لا تقل عن 70% وإن ارتفعت النسبة فى معظم الأحيان إلى درجات عالية قد
تصل إلى 100%? ونسبة 70% كافية لأن يقوم المريض بالحركة العادية وممارسة
نشاطه وأعماله الاعتيادية بشكل طبيعى خلال أيام قليلة ولا حاجة للجراحة
خاصة وأن الحقن حول العصب لا يكلف المريض ماديا أو صحيا فى شئ يذكر إذا ما
قورن بالعمليات الجراحية.